أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

كيف أقيّم مستويات الخطورة في الأسهم الأمريكية وأختار أفضل الشركات للاستثمار

كيف أقيّم مستويات الخطورة في الأسهم الأمريكية وأختار أفضل الشركات للاستثمار

عندما بدأت الاستثمار في السوق الأمريكي، اكتشفت أن السر الحقيقي للنجاح لا يكمن فقط في شراء الأسهم، بل في معرفة مستوى الخطورة الذي تنتمي إليه كل شركة. فالسوق الأمريكي واسع ومليء بالفرص، لكنه في الوقت نفسه يحتوي على شركات قد تمنح عوائد مذهلة، وأخرى قد تشكّل مخاطرة عالية جدًا إذا لم أدرسها جيدًا. لذلك أصبحت أعتمد على تقسيم الأسهم إلى ثلاثة مستويات أساسية: أسهم منخفضة الخطورة، وأسهم متوسطة الخطورة، وأسهم عالية الخطورة. هذا التوزيع يمنحني رؤية أوضح ويساعدني في بناء محفظتي بطريقة آمنة ومتوازنة على المدى الطويل.

الأسهم منخفضة الخطورة: الشركات العملاقة ذات النمو المستقر

عندما أنظر إلى شركات مثل آبل ومايكروسوفت وأمازون، أجد أنها تمثل نموذجًا واضحًا لأسهم منخفضة الخطورة. فخلال السنوات الخمس عشرة الماضية، ورغم الأزمات والانكماشات الاقتصادية، كانت هذه الشركات ترتفع بشكل مستمر. قد تنخفض خلال فترة معينة، لكن هذا الهبوط غالبًا يكون متوسطًا قبل أن تعود وتستمر في النمو. والسبب في ذلك يعود إلى عدة عوامل: قيادة قوية، قدرة على الابتكار، منتجات عالمية، وقوّة مالية ضخمة تجعلها قادرة على تجاوز الأزمات بسهولة.

هذه الشركات، خصوصًا عندما تكون المنافسة حولها ضعيفة، تصبح خيارًا ممتازًا للمستثمر الذي يبحث عن استقرار ونمو يتراوح غالبًا بين 15% و30% سنويًا. لذلك إذا اخترت أن تبدأ باستثمارات منخفضة الخطورة، فهناك ثلاث خطوات أساسية أحرص دائمًا على اتباعها.

١. مراقبة الإدارة العليا والرئيس التنفيذي

أحد أهم العوامل التي تحدد نجاح الشركة هو الرئيس التنفيذي. فقد رأيت شركات تنهار وتضعف فقط بسبب تغيير بسيط في الإدارة. لذلك أتابع دائمًا أي تغير في المناصب القيادية، لأن القيادة القوية تمنح الشركة اتجاهًا واضحًا، بينما القيادة الضعيفة قد تكون بداية الانحدار.

٢. متابعة الأرباح كل ثلاثة أشهر

الأرباح الفصلية هي المؤشر الأوضح لصحة الشركة. إذا كان هناك نمو مستمر فهذا يعني أن الشركة تسير في الاتجاه الصحيح. أما إذا ظهرت خسائر غير مبررة أو بدأ النمو ينخفض، فهذه علامة تستحق التوقف عندها. وأنا عادة أستخدم تطبيق Yahoo Finance لمعرفة هذه الأرقام بسهولة ودون تعقيد.

٣. الاطلاع على تقييمات المحللين الكبار

الشركات الكبرى تحصل على تحليلات شهرية من مؤسسات مالية وبنوك عالمية. عندما أرى تقييم “Buy” أو “Strong Buy”، فهذا مؤشر قوي على أن الشركة ما زالت على الطريق الصحيح. هذه التحليلات تختصر علي الكثير من الوقت، لأنني لا أحتاج لتحليل كل التفاصيل بنفسي.

الأسهم عالية الخطورة: فرص كبيرة ولكن بمخاطر أعلى

بالنسبة لي، الاستثمار ليس فقط في الشركات الكبرى. فهناك جزء من محفظتي أخصصه للأسهم عالية الخطورة، لأنها قد تقدم نموًا مذهلًا يصل أحيانًا إلى 100% خلال سنة واحدة. من أشهر الأمثلة على ذلك شركة تسلا. فالارتفاع الذي حققته خلال السنوات الخمس الماضية، والذي وصل إلى ما يقارب 1400%، لم يكن أمرًا عاديًا. السبب الرئيسي لهذا الارتفاع الكبير كان غياب المنافسة وضعف الشركات التقليدية في قطاع السيارات الكهربائية.

لكنني في الوقت نفسه أدرك أن هذا النوع من الأسهم ليس مناسبًا للجميع، فمع كل فرصة كبيرة هناك مخاطرة كبيرة أيضًا. ولذلك أتوقع أنه مع نهاية 2022 وما بعده، ستبدأ شركات جديدة بالدخول بقوة لسوق السيارات الكهربائية، مما سيزيد المنافسة وربما يغير مسار بعض الشركات.

لهذا السبب اخترت الاستثمار في الشركات الصغيرة المرتبطة بهذا القطاع، مثل شركات الشواحن الكهربائية وأشباه الموصلات والقطع الإلكترونية، لأن الطلب على هذه القطاعات سيستمر ولا يعتمد على شركة واحدة فقط. وعند اختيار أي سهم عالي الخطورة، أركز على سؤال واحد: أين ستكون هذه الشركة بعد خمس أو عشر سنوات؟

كيف أستفيد من التحليلات والأخبار لتقليل المخاطر؟

من أهم مزايا الأسهم الأمريكية أن الأخبار تصلني أولًا بأول. كل إعلان أرباح، كل تصريح جديد، كل تحليل من بنك عالمي—كلها معلومات متاحة في اللحظة نفسها. وهذا يجعل متابعة الشركات أسهل بكثير مقارنة بالأسهم المحلية التي قد تمر أشهر دون أي تحديث يذكر.

التحليل المستمر يساعدني على معرفة إن كانت الشركة تسير باتجاه النمو أو أنها بدأت تتراجع. فإذا رأيت أن التقييمات أصبحت “Sell” أو أن الأرباح انخفضت بشدة، أعرف أن الوقت قد حان لإعادة تقييم الاستثمار.

تنويع المحفظة: سر من أسرار الحفاظ على رأس المال

التنويع هو أهم نصيحة تعلمتها خلال تجربتي. لا أضع كامل مالي في سهم واحد مهما كان قويًا. فأي شركة، صغيرة أو كبيرة، معرضة لظروف غير متوقعة. لذلك أوزع استثماراتي بين أسهم قوية مستقرة، وأسهم ناشئة ذات مستقبل واعد.

وهناك قصة ملهمة جعلتني أدرك قوة التنويع. أحد المستثمرين في التسعينات كان يمتلك فقط ألفي دولار. قرر توزيع هذا المبلغ على أربع شركات ناشئة بواقع 500 دولار لكل شركة. شركتان فشلتا تمامًا، لكن الشركتين الأخريين ارتفعتا بقوة حتى أصبح الرجل مليونيرًا خلال سنوات قليلة. هذه القصة تثبت أن التنويع ليس مجرد حماية، بل قد يكون بابًا لفرص هائلة.

وأحد الأساليب التي أستخدمها لتعزيز أرباحي هو إعادة استثمار الأرباح. عندما أحصل على ربح من سهم معين، لا أسحبه، بل أستخدمه لشراء أسهم جديدة. وبهذا تصبح الأرباح تنتج أرباحًا، ورأس المال ينمو بشكل مستمر دون الحاجة للإيداع من جديد.

الخلاصة

الاستثمار في الأسهم الأمريكية يعتمد على فهم مستوى الخطورة لكل شركة، وعلى بناء محفظة متوازنة بين الاستقرار والمغامرة. الشركات الكبرى تمنحني نموًا ثابتًا على المدى الطويل، بينما الأسهم الخطرة تقدم فرصًا عالية لكنها تتطلب دراسة وحذرًا. وبين هذا وذاك، تظل المتابعة والتحليل والتنويع أهم الأدوات التي تساعدني على الحفاظ على مالي وتحقيق نتائج ممتازة بمرور الوقت.

YASSINE
YASSINE